مراسيم {جه مه يي}في معبدلالش النوراني.

تطل على أبناء الأيزيدي مراسيم الجماعية, والتي تصادف من 6/10/2010 ولغاية 13/10/2010 ميلادي في معبد لالش النوراني,لالش هذا المكان المقدس,وحسب العقيده الأيزيدي تعتبر خميرة الأرض حسب ما جاء معناه في السومرية.{الخضرة والنور والحياة} وخميرة الأرض حسب ما جاء في السريانية والآرامية}.لالش كان مكاناً ومدرسة أهل العلم والتصوف الديني الأيزيدي,قبل مجئ الشيخ عدي بن مسافر الشامي {عهد البيره} وبعده.وكان الاعتقاد السائد والإيمان الراسخ لدى الفرد الأيزيدي,انه المكان الذي يتوب فيه ذنوبه ويصلح الذات وتغرس في النفس كل الصفات الحميدة ويمنع ممارسة أية نشاط سواه التأمل والعبادة والقيام بأداء الممارسات الدينية. لالش هذا المكان الذي بدأ فيه الحياة وتكوين الكون من قبل الرب وجعل كانيه سبي قبلة الملائكة وقد جاء ذلك في قولي {زبو ني مكسور ,وقولي آفرتادنياي}.
{به دشي من ل مه ركه بي دبوو سواره,
به دشا ي وهه رهه فت يارها ,
تيك دسه برين ل جار كناره,
ل لالشي سه كني كؤت وئه فه حه ق واره,}.

وهناك ثلاث ممارسات دينية أساسيه تقام خلال مراسيم الجماعية وهي :
1-تنصيب البريات:وهي إحدى الفعاليات التي تمارس إثناء مراسيم الجماعية,وهي عبارة عن سبع قطع قماش تتلون بالألوان مختلفة ما عدى الأزرق,ويكون احداهم مصنوع من الصوف وبلون اسود {خرقة} وهذا خاص بالشيخ بكر وذلك لمكانته الدينية عند الأيزيدي.يكون أطوال هذه القطع حوالي{ متر في مترين} وتوضع فوق قبور الأولياء الصالحين من العائلة العدوية:{1- ديوان بري شباكي وهي ترمز إلى مقام الشيخ عدي الاول2-الشيخ أدي الثاني-و3-الشيخ شمس- 4-والشيخ حسن-5-والشيخ بكر-6-والشيخ فخر- 7-والسيدة ستيايس والدة الشيخ عدي الثاني}.ويقوم سادن المعبد{الفقير} بلبس المرزوه. وهي على هيئة عباءه خاصه يلبسها سادن المعبد في مثل هذه الممارسات الدينية .يوضع قطع القماش السبع على قبور الصالين ومن ثم يأخذ واحداً واحداً من على القبور إلى كانيا سبي لتعميدها من قبل السادن برش الماء من عين البيضاء ويقوم احد العشاق من أبناء الايزيدي للدين برفعه فوق الرأس ويتوجه بها مرة ثانية إلى القبر بصحبة الفقير وقوالين اثنان حيث يعزفون على ألشبابه والدف.وبحضور رجال الدين الأيزيدي المكلفين بأداء المراسيم الدينية .وتستمر الفعالية لحين الانتهاء من وضع البريات على قبور الأولياء الصالين السبع.

2-القباغ:وهي إحدى الفعاليات التي تمارس في معبد لالش من مراسيم عيد الجماعية,وتكون بإشراف سمو الأمير أو من ينوب عنه وتشترك في هذه الفعالية رجال الدين المكلفين وتقوم بأداء الفعاليه ثلاث عشائر يزيدي هي{عشيرة القائدية,وعشيرة الماموسية,وعشيرة الترك} برجال مسلحون ونساء ويتم اختيار شخص من بين أبناء القباغ ليكون موجه للمجموعات من أبناء القباغ المختارين.ويتجمع جميع المشاركين بهذه الفعالية في {الجلسة} مع القوالين وحاملة طاوه البخور وحامل الشعلة(جه قه لتوه) ومن ثم يتوجهون إلى به ري قباغي.يكون في المقدمة حامل الشعلة ومن ثم القوالون وهم يعزفون على الشباب الحان حزينة, من ثم حامل طاوه البخور ومن خلفهم الرجال المسلحون من أبناء القناع وخلفهم نساء أبناء فباغ يزغردون.وعند الوصل إلى به ري قه باغي يصطف الرجال في صف واحد ويقومون بالرمي بثلاث رميات ثلاثية بإيعاز من سمو الأمير المشرف العام, وبعد العودة إلى المعبد يقومون بأداء فعالية كوفندي وعلى هيئة دائرة بسبع حلقات متداخلة مع البعض على عزف ألشبابه.وعند سماعهم من قبل السادن بان الثور ذهب تنتهي الكوفندي ويحاولون القبض على الثور ويتم ذبحه قرب مرقد الشيخ شمس ويتم توزيعه على الناس {سماط} وتكرر مرة ثانية الفعالية وفي الأخر يقوم سمو الأمير بتكريم المشاركين بالفعالية.

3-بري شباكي:هي مجموعة من حلقات نحاسية عددها 81حلقة تربط مع بعضها البعض فوق سجادة ومن ثم تربط على خشبتين وبشكل مستطيل مشابه إلى حاملة النعش دارة بست ويودع في قرية بخزاني وفي اليوم الخامس من مراسيم عيد الجماعية تجلب إلى لالش ويستقبل في موقع برا صلاتي من قبل سمو الأمير ورجال الدين المعنيين بمراسيم الجماعيه, ويودع في كأني سبي ويوضع الخشبتين في ماء حوض العين البيضاء. وليلة ما قبل العيد يودع في داخل المعبد ويقوم سمو الأمير ورجال الدين وبعض من عشيرة البركعية بتركيب حامل النعش بري شباكي وفي صباح يوم السادس من المراسيم يتم تعميده ومن ثم تجري مراسيم تشابه رفع النعش من الأرض ويذهبون بها إلى بركة كلوكي وبمراسيم رسمية وعلى أصوات الشباب وزغاريد النساء ومن ثم يستقر الأمر عند ضريح الشيخ عدي,يضع ارضاً ويرفع ثلاث مرات عن الارض وينزل على الارض, وبعزف الحان حزينة من قبل القوالين ومن ثم يقوم الحاضرون بالزيارة إلى بري شباكي ومصافحة سمو الامير وبذلك تنتهي الفعالية.
إذاً ماذا تعني عيد{مراسيم} الجمايي؟.
والله هذا الشعب المسكين,ومنذ فجر تاريخه كان ولازال مظلوماً ومظطهداً دينياً واجتماعياً,ومحروماً من ابسط الحقوق حتى معرفته بتاريخه وتضحيات ابنائه الصالحين وتاريخه المؤلم وأنه اسير مصالح مسؤوليه وقادته. إن هذه المراسيم ليست مراسيم احتفالية كما يتخيلها أبناء الأيزيدي أنها ذكرى احداث مؤلمة, وكارثة بحق الاولياء الصالحين من اهم وأعز أبناء الأيزيدي,وإحدى المعالم البارزه في صمود وتضحيات أبناء هذا الدين العريق امام هجمات المرتدين والمبشرين من قبل الاديان الاخرى لانهاء عقيدتها ودورها في احياء وحدانية الخالق. إنها مراسيم تعزية واحياء ذكرى مقتل الشيخ عدي الثاني على الأرجح وان المسلحين من أبناء العشائر الثلاثة يمثلون الذين تطوعوا لجلب جنازة الشيخ عدي الثاني بعد قتله .ومن خلال المراسيم نستدل على أنها مناسبة تعزية رمزيه, يتم إحياء ذكرى الصالحين من البيت ألعدوي.
ولكن أبناء الأيزيدي اتخذوها مناسبة احتفالية للتعارف بين الناس وممارسات خاطئ بعيد كل البعد عن الفلكلور الأيزيدي الأصيل. من المفروض أن يتذكر الايزيديون في هذه المناسبات تلك المآسي والمظالم بحق أبناء الأيزيدي.وهذه مسؤولية تاريخية تقع على عاتق المعنيين بشؤون هذه المراسيم لتوضيح الحقائق وتوثيقها للأجيال القادمة,وليفهموها بأنها مراسيم دينية وليس مهرجان احتفالي ولعرض الأجساد وممارسات غير لائقة في هذا المكان المقدس, وإجراء المزايدات على المعالم الآثرية الدينية.وجاء في القول:
{سلتان ئيزي {الله}خوش ريبه ره,
لالش كره ركني به شه ره,
نه ها ئيزيديا رٌي خ هبه ره}.
ونعزي كافة أبناء الأيزيدي ,وذوي هؤلاء الصالحين الذين ضحوا بدمائهم واموالهم من اجل الحفاظ على اركان هذه العقيدة.عقيدة دون مرسل أو نبي تؤمن ومنذ الخليقة بوجود خالق {خوداي},{ إيزيدا}.

أبو خالد


‏الخميس‏، 07‏ تشرين الأول‏، 2010
المصادر:
-مه ركه ه{الكاتب المهندس عزالدين باقسري}.
-مقالات الباحث الايزيدي{ابو آزاد}.